وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ یَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَکُم مِّنْ إِلَـهٍ غَیْرُهُ هُوَ أَنشَأَکُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَکُمْ فِیهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَیْهِ إِنَّ رَبِّی قَرِیبٌ مُّجِیبٌ
قَالُواْ یَا صَالِحُ قَدْ کُنتَ فِینَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَـذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا یَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِی شَکٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَیْهِ مُرِیبٍ
قَالَ یَا قَوْمِ أَرَأَیْتُمْ إِن کُنتُ عَلَى بَیِّنَةً مِّن رَّبِّی وَآتَانِی مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن یَنصُرُنِی مِنَ اللّهِ إِنْ عَصَیْتُهُ فَمَا تَزِیدُونَنِی غَیْرَ تَخْسِیرٍ
وَیَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَکُمْ آیَةً فَذَرُوهَا تَأْکُلْ فِی أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَیَأْخُذَکُمْ عَذَابٌ قَرِیبٌ
فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِی دَارِکُمْ ثَلاَثَةَ أَیَّامٍ ذَلِکَ وَعْدٌ غَیْرُ مَکْذُوبٍ
فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّیْنَا صَالِحًا وَالَّذِینَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْیِ یَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّکَ هُوَ الْقَوِیُّ الْعَزِیزُ
وَأَخَذَ الَّذِینَ ظَلَمُواْ الصَّیْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِی دِیَارِهِمْ جَاثِمِینَ
کَأَن لَّمْ یَغْنَوْاْ فِیهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ کَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ
وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِیمَ بِالْبُـشْرَى قَالُواْ سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِیذٍ
فَلَمَّا رَأَى أَیْدِیَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَیْهِ نَکِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِیفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ
وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِکَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ یَعْقُوبَ
قَالَتْ یَا وَیْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِی شَیْخًا إِنَّ هَـذَا لَشَیْءٌ عَجِیبٌ
قَالُواْ أَتَعْجَبِینَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَکَاتُهُ عَلَیْکُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ إِنَّهُ حَمِیدٌ مَّجِیدٌ
فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى یُجَادِلُنَا فِی قَوْمِ لُوطٍ
إِنَّ إِبْرَاهِیمَ لَحَلِیمٌ أَوَّاهٌ مُّنِیبٌ
یَا إِبْرَاهِیمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاء أَمْرُ رَبِّکَ وَإِنَّهُمْ آتِیهِمْ عَذَابٌ غَیْرُ مَرْدُودٍ
وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِیءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَـذَا یَوْمٌ عَصِیبٌ
وَجَاءهُ قَوْمُهُ یُهْرَعُونَ إِلَیْهِ وَمِن قَبْلُ کَانُواْ یَعْمَلُونَ السَّیِّئَاتِ قَالَ یَا قَوْمِ هَـؤُلاء بَنَاتِی هُنَّ أَطْهَرُ لَکُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِی ضَیْفِی أَلَیْسَ مِنکُمْ رَجُلٌ رَّشِیدٌ
قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِی بَنَاتِکَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّکَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِیدُ
قَالَ لَوْ أَنَّ لِی بِکُمْ قُوَّةً أَوْ آوِی إِلَى رُکْنٍ شَدِیدٍ
قَالُواْ یَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّکَ لَن یَصِلُواْ إِلَیْکَ فَأَسْرِ بِأَهْلِکَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّیْلِ وَلاَ یَلْتَفِتْ مِنکُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَکَ إِنَّهُ مُصِیبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَیْسَ الصُّبْحُ بِقَرِیبٍ
فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِیَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَیْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّیلٍ مَّنضُودٍ
مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّکَ وَمَا هِیَ مِنَ الظَّالِمِینَ بِبَعِیدٍ
وَإِلَى مَدْیَنَ أَخَاهُمْ شُعَیْبًا قَالَ یَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَکُم مِّنْ إِلَـهٍ غَیْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِکْیَالَ وَالْمِیزَانَ إِنِّیَ أَرَاکُم بِخَیْرٍ وَإِنِّیَ أَخَافُ عَلَیْکُمْ عَذَابَ یَوْمٍ مُّحِیطٍ
وَیَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِکْیَالَ وَالْمِیزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْیَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِی الأَرْضِ مُفْسِدِینَ
بَقِیَّةُ اللّهِ خَیْرٌ لَّکُمْ إِن کُنتُم مُّؤْمِنِینَ وَمَا أَنَاْ عَلَیْکُم بِحَفِیظٍ
قَالُواْ یَا شُعَیْبُ أَصَلاَتُکَ تَأْمُرُکَ أَن نَّتْرُکَ مَا یَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِی أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّکَ لَأَنتَ الْحَلِیمُ الرَّشِیدُ
قَالَ یَا قَوْمِ أَرَأَیْتُمْ إِن کُنتُ عَلَىَ بَیِّنَةٍ مِّن رَّبِّی وَرَزَقَنِی مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِیدُ أَنْ أُخَالِفَکُمْ إِلَى مَا أَنْهَاکُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِیدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِیقِی إِلاَّ بِاللّهِ عَلَیْهِ تَوَکَّلْتُ وَإِلَیْهِ أُنِیبُ
وَیَا قَوْمِ لاَ یَجْرِمَنَّکُمْ شِقَاقِی أَن یُصِیبَکُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنکُم بِبَعِیدٍ
وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّکُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَیْهِ إِنَّ رَبِّی رَحِیمٌ وَدُودٌ
قَالُواْ یَا شُعَیْبُ مَا نَفْقَهُ کَثِیرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاکَ فِینَا ضَعِیفًا وَلَوْلاَ رَهْطُکَ لَرَجَمْنَاکَ وَمَا أَنتَ عَلَیْنَا بِعَزِیزٍ
قَالَ یَا قَوْمِ أَرَهْطِی أَعَزُّ عَلَیْکُم مِّنَ اللّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءکُمْ ظِهْرِیًّا إِنَّ رَبِّی بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِیطٌ
وَیَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَکَانَتِکُمْ إِنِّی عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن یَأْتِیهِ عَذَابٌ یُخْزِیهِ وَمَنْ هُوَ کَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّی مَعَکُمْ رَقِیبٌ
وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّیْنَا شُعَیْبًا وَالَّذِینَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِینَ ظَلَمُواْ الصَّیْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِی دِیَارِهِمْ جَاثِمِینَ
کَأَن لَّمْ یَغْنَوْاْ فِیهَا أَلاَ بُعْدًا لِّمَدْیَنَ کَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآیَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِینٍ
إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِیدٍ
یَقْدُمُ قَوْمَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ
وَأُتْبِعُواْ فِی هَـذِهِ لَعْنَةً وَیَوْمَ الْقِیَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ
ذَلِکَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَیْکَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِیدٌ
وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـکِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِی یَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ مِن شَیْءٍ لِّمَّا جَاء أَمْرُ رَبِّکَ وَمَا زَادُوهُمْ غَیْرَ تَتْبِیبٍ
وَکَذَلِکَ أَخْذُ رَبِّکَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِیَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِیمٌ شَدِیدٌ
إِنَّ فِی ذَلِکَ لآیَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِکَ یَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِکَ یَوْمٌ مَّشْهُودٌ
وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ
یَوْمَ یَأْتِ لاَ تَکَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِیٌّ وَسَعِیدٌ
فَأَمَّا الَّذِینَ شَقُواْ فَفِی النَّارِ لَهُمْ فِیهَا زَفِیرٌ وَشَهِیقٌ
خَالِدِینَ فِیهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّکَ إِنَّ رَبَّکَ فَعَّالٌ لِّمَا یُرِیدُ
وَأَمَّا الَّذِینَ سُعِدُواْ فَفِی الْجَنَّةِ خَالِدِینَ فِیهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّکَ عَطَاء غَیْرَ مَجْذُوذٍ
فَلاَ تَکُ فِی مِرْیَةٍ مِّمَّا یَعْبُدُ هَـؤُلاء مَا یَعْبُدُونَ إِلاَّ کَمَا یَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِیبَهُمْ غَیْرَ مَنقُوصٍ
وَلَقَدْ آتَیْنَا مُوسَى الْکِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِیهِ وَلَوْلاَ کَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّکَ لَقُضِیَ بَیْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِی شَکٍّ مِّنْهُ مُرِیبٍ
وَإِنَّ کُـلاًّ لَّمَّا لَیُوَفِّیَنَّهُمْ رَبُّکَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا یَعْمَلُونَ خَبِیرٌ
فَاسْتَقِمْ کَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَکَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ
وَلاَ تَرْکَنُواْ إِلَى الَّذِینَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّکُمُ النَّارُ وَمَا لَکُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِیَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَیِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّیْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ یُذْهِبْنَ السَّـیِّئَاتِ ذَلِکَ ذِکْرَى لِلذَّاکِرِینَ
وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ یُضِیعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِینَ
فَلَوْلاَ کَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِکُمْ أُوْلُواْ بَقِیَّةٍ یَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِی الأَرْضِ إِلاَّ قَلِیلاً مِّمَّنْ أَنجَیْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِینَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِیهِ وَکَانُواْ مُجْرِمِینَ
وَمَا کَانَ رَبُّکَ لِیُهْلِکَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ
وَلَوْ شَاء رَبُّکَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ یَزَالُونَ مُخْتَلِفِینَ
إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّکَ وَلِذَلِکَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ کَلِمَةُ رَبِّکَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِینَ
وَکُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَیْکَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَکَ وَجَاءکَ فِی هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِکْرَى لِلْمُؤْمِنِینَ
وَقُل لِّلَّذِینَ لاَ یُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَکَانَتِکُمْ إِنَّا عَامِلُونَ
وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ
وَلِلّهِ غَیْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَیْهِ یُرْجَعُ الأَمْرُ کُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَکَّلْ عَلَیْهِ وَمَا رَبُّکَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
|