وَاذْکُرُواْ إِذْ جَعَلَکُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَکُمْ فِی الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُیُوتًا فَاذْکُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِی الأَرْضِ مُفْسِدِینَ
قَالَ الْمَلأُ الَّذِینَ اسْتَکْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِینَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ
قَالَ الَّذِینَ اسْتَکْبَرُواْ إِنَّا بِالَّذِیَ آمَنتُمْ بِهِ کَافِرُونَ
فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ یَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن کُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِینَ
فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِی دَارِهِمْ جَاثِمِینَ
فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ یَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُکُمْ رِسَالَةَ رَبِّی وَنَصَحْتُ لَکُمْ وَلَکِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِینَ
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَکُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِینَ
إِنَّکُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ
وَمَا کَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْیَتِکُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ یَتَطَهَّرُونَ
فَأَنجَیْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ کَانَتْ مِنَ الْغَابِرِینَ
وَأَمْطَرْنَا عَلَیْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ کَیْفَ کَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِینَ
وَإِلَى مَدْیَنَ أَخَاهُمْ شُعَیْبًا قَالَ یَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَکُم مِّنْ إِلَـهٍ غَیْرُهُ قَدْ جَاءتْکُم بَیِّنَةٌ مِّن رَّبِّکُمْ فَأَوْفُواْ الْکَیْلَ وَالْمِیزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْیَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِی الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِکُمْ خَیْرٌ لَّکُمْ إِن کُنتُم مُّؤْمِنِینَ
وَلاَ تَقْعُدُواْ بِکُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِیلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْکُرُواْ إِذْ کُنتُمْ قَلِیلاً فَکَثَّرَکُمْ وَانظُرُواْ کَیْفَ کَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِینَ
وَإِن کَانَ طَآئِفَةٌ مِّنکُمْ آمَنُواْ بِالَّذِی أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَآئِفَةٌ لَّمْ یْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى یَحْکُمَ اللّهُ بَیْنَنَا وَهُوَ خَیْرُ الْحَاکِمِینَ
قَالَ الْمَلأُ الَّذِینَ اسْتَکْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّکَ یَا شُعَیْبُ وَالَّذِینَ آمَنُواْ مَعَکَ مِن قَرْیَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِی مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ کُنَّا کَارِهِینَ
قَدِ افْتَرَیْنَا عَلَى اللّهِ کَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِی مِلَّتِکُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا یَکُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِیهَا إِلاَّ أَن یَشَاء اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا کُلَّ شَیْءٍ عِلْمًا عَلَى اللّهِ تَوَکَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنَا وَبَیْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَیْرُ الْفَاتِحِینَ
وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِینَ کَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَیْباً إِنَّکُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ
فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِی دَارِهِمْ جَاثِمِینَ
الَّذِینَ کَذَّبُواْ شُعَیْبًا کَأَن لَّمْ یَغْنَوْاْ فِیهَا الَّذِینَ کَذَّبُواْ شُعَیْبًا کَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِینَ
فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ یَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُکُمْ رِسَالاَتِ رَبِّی وَنَصَحْتُ لَکُمْ فَکَیْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ کَافِرِینَ
وَمَا أَرْسَلْنَا فِی قَرْیَةٍ مِّن نَّبِیٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ یَضَّرَّعُونَ
ثُمَّ بَدَّلْنَا مَکَانَ السَّیِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ یَشْعُرُونَ
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَیْهِم بَرَکَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـکِن کَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا کَانُواْ یَکْسِبُونَ
أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن یَأْتِیَهُمْ بَأْسُنَا بَیَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ
أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن یَأْتِیَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ یَلْعَبُونَ
أَفَأَمِنُواْ مَکْرَ اللّهِ فَلاَ یَأْمَنُ مَکْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ
أَوَلَمْ یَهْدِ لِلَّذِینَ یَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ یَسْمَعُونَ
تِلْکَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَیْکَ مِنْ أَنبَآئِهَا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَیِّنَاتِ فَمَا کَانُواْ لِیُؤْمِنُواْ بِمَا کَذَّبُواْ مِن قَبْلُ کَذَلِکَ یَطْبَعُ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِ الْکَافِرِینَ
وَمَا وَجَدْنَا لأَکْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَکْثَرَهُمْ لَفَاسِقِینَ
ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآیَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَانظُرْ کَیْفَ کَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِینَ
وَقَالَ مُوسَى یَا فِرْعَوْنُ إِنِّی رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِینَ
حَقِیقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُکُم بِبَیِّنَةٍ مِّن رَّبِّکُمْ فَأَرْسِلْ مَعِیَ بَنِی إِسْرَائِیلَ
قَالَ إِن کُنتَ جِئْتَ بِآیَةٍ فَأْتِ بِهَا إِن کُنتَ مِنَ الصَّادِقِینَ
فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِیَ ثُعْبَانٌ مُّبِینٌ
وَنَزَعَ یَدَهُ فَإِذَا هِیَ بَیْضَاء لِلنَّاظِرِینَ
قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ عَلِیمٌ
یُرِیدُ أَن یُخْرِجَکُم مِّنْ أَرْضِکُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ
قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِی الْمَدَآئِنِ حَاشِرِینَ
یَأْتُوکَ بِکُلِّ سَاحِرٍ عَلِیمٍ
وَجَاء السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالْواْ إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن کُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِینَ
قَالَ نَعَمْ وَإَنَّکُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِینَ
قَالُواْ یَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِیَ وَإِمَّا أَن نَّکُونَ نَحْنُ الْمُلْقِینَ
قَالَ أَلْقُوْاْ فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْیُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِیمٍ
وَأَوْحَیْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاکَ فَإِذَا هِیَ تَلْقَفُ مَا یَأْفِکُونَ
فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا کَانُواْ یَعْمَلُونَ
فَغُلِبُواْ هُنَالِکَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِینَ
وَأُلْقِیَ السَّحَرَةُ سَاجِدِینَ
قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِینَ
رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ
قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَکُمْ إِنَّ هَـذَا لَمَکْرٌ مَّکَرْتُمُوهُ فِی الْمَدِینَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
لأُقَطِّعَنَّ أَیْدِیَکُمْ وَأَرْجُلَکُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّکُمْ أَجْمَعِینَ
قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ
وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآیَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَیْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِینَ
وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِیُفْسِدُواْ فِی الأَرْضِ وَیَذَرَکَ وَآلِهَتَکَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْیِـی نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ
قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِینُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ یُورِثُهَا مَن یَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ
قَالُواْ أُوذِینَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِینَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّکُمْ أَن یُهْلِکَ عَدُوَّکُمْ وَیَسْتَخْلِفَکُمْ فِی الأَرْضِ فَیَنظُرَ کَیْفَ تَعْمَلُونَ
وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِینَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ یَذَّکَّرُونَ
فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَـذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَیِّئَةٌ یَطَّیَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ وَلَـکِنَّ أَکْثَرَهُمْ لاَ یَعْلَمُونَ
وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آیَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَکَ بِمُؤْمِنِینَ
فَأَرْسَلْنَا عَلَیْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آیَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَکْبَرُواْ وَکَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِینَ
وَلَمَّا وَقَعَ عَلَیْهِمُ الرِّجْزُ قَالُواْ یَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّکَ بِمَا عَهِدَ عِندَکَ لَئِن کَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَکَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَکَ بَنِی إِسْرَآئِیلَ
فَلَمَّا کَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ یَنکُثُونَ
فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِی الْیَمِّ بِأَنَّهُمْ کَذَّبُواْ بِآیَاتِنَا وَکَانُواْ عَنْهَا غَافِلِینَ
وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِینَ کَانُواْ یُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِی بَارَکْنَا فِیهَا وَتَمَّتْ کَلِمَتُ رَبِّکَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِی إِسْرَآئِیلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا کَانَ یَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا کَانُواْ یَعْرِشُونَ
وَجَاوَزْنَا بِبَنِی إِسْرَآئِیلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ یَعْکُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ یَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهًا کَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّکُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ
إِنَّ هَـؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِیهِ وَبَاطِلٌ مَّا کَانُواْ یَعْمَلُونَ
|